مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات قلبـــــــــــي و أنـــــا على قيــــــد الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة
-لا استطيع العيش في هذه الحياة البائسة ...
-أكاد اختنق من مآسيها...
-لا أرى لي متَّسعاً في هذه الحياة الضيقة...
-همومي تطاردني حتى في نومي ....
<<< تأوهــــــــــاتٌ و كلمـــــــــاتٌ تحمل بين طياتها الألم .
ألمٌ لا يذوق مرارته إلا من سقط في الوحل , فغمره حتى أفسد عليه حياته , فلم يَعُد يرى طريق الهداية , فقد أعمى الله بصيرته بالرغم من وجود بصره الذي تشوبه الصور الخليعة والأفلام الماجنة , أذني تُطرَبُ في مزامير الشيطان ولساني لا يمل من ترداد الأغاني , وقلبي يضطرب وعاطفتي الجياشة تقضي على عقلي , فأصبحتُ أُرى أموري بعين قلبي وليس بعقلي .
حياتي أصبحت جحيم لا يطاق , لا استطيع البقاء بمفردي فهمومي تطاردني , وأحياناً تنذرف دموعي بلا سبب...أهيَ من ضغط الهموم أم من حرقة الألم أم من تلك النفس القاسية التي لا تتأثر بالقرآن ولا تبكي عند سماعه ؟؟
الـهـم كلمة لطالما استسخفتها , لكنني شعرت بها بعد أن بعدت عن ربي وسلكت طريق الشيطان الذي سهله لي مع علمي أن سعادتي فيه زائلة وسخط ربي فيه موجود , إلا أن الشيطان سهل لي كل صعب فقد سخر لي رفيقات السوء اللواتي طالما حبَّبنني بالغناء وذَكرنَ لي حياتهن المليئة بالسعادة بصحبة الشباب وأنهن يستمتعن بأوقاتهن في مهاتفتهم , فسلكت ذلك الطريق المظلم وسرت معهن, ولم يقصرن في تسهيل ذلك الطريق لي .
وبعد أن ضعتُ في الضلال والسعادة الوهمية التي علِمتُ حقيقتها عندما جربتها فاعتراني الهم والضيق وصاحبتني المشاكل والإهمال في صلواتي حتى تركتها , وتهتُ في ظُلُمات المعاصي , من ظلمة الغناء إلى ظلمة المسلسلات تتبعها ظلمة مصادقة الشباب وظلمة عدم غض البصر وظلمـــاتٌ في ظلمـــات . فأصبح على قلبي قفلٌ يمنعني من الهداية , حتى رافقتني إحدى الفتيات الصالحات وأخذت تنصحني وترشدني إلى طريق الخير وتذكِّرني بالله وتخبرني بأن العبادة وطاعة الله هي طريق السعادة الحقيقية الذي لا ينغمر في لذته إلا من جعل التقوى طريقه والثبات هدفه , وكانت دائماً تذكرني بالصحبة الصالحة التي تصحبني إلى جنات النعيم , تلك الجنات الخالدة التي اعدَّها الله لعباده المتقين, ففيها ما لا عينٌ رأت ولا اذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر, وحذرتني من الغناء الذي هو قسوة القلوب وأرشدتني إلى دواءه وهو القرآن والحياة الأخرى التي يتمتّع بها من تعمق في آياته وتدبرها وعرف معانيها ودلالتها .
فجلستُ مع نفسي أذكُرُ حديثها وأفكر به , واتأمل حالها؛ كيف هي فراشة تتنقل بين أخواتها وترشدهم وتذكرهم بلطف خالقهم وطريق العودة إلى الله , وقد كسبت محبتهم وثقتهم وليس لها جزاء من ذلك إلا الأجر الذي تنتظره من خالقها , وسألت نفسي لماذا أنا في طريق الضلال وهي في طريق الهداية ولا تكاد البسمة تفارق مُحيَّاها ؟؟ .....يتردد هذا السؤال في اذني , ما الذي يحول بيني وبين خالقي ؟؟! ولماذا لا أكون مثلها فقد أرضت ربها فأحبها ونشر محبتها في قلوب عباده.
جلستُ اتأمل ما أعطاني الله من نعم لا أكاد أحصيها وكيف استخدمتها لمعصيته بدلاً من شكره و طاعته .
جلستُ أتذكر حال صديقاتي السيئات اللواتي لم يرشدنني يوماً لخير قط , ولم ينبهنني لأخطائي , فقد كانت صداقتي معهن فقط لتبادل الأشرطة الغنائية والتعرف إلى الشباب والذهاب إلى الأسواق وشراء اللباس الذي لا يُرضي الله . دار سؤالٌ في ذهني؛ ماذا جنيتًُ من صداقتهن غير السيئات والمعاصي التي كانت السبب الحقيقي لما كنتُ فيه من ظلام الهموم .
بدأتُ أفكر , لماذا اتأثربهن وانساق ورائهن ؟؟ لماذا لا أكون أنا من يؤثر بهن نحو الخير ؟؟ هل أنا ضعيفة شخصية !! أم انَّني إمَّعة تنساق وراء هواها دون أن تقيدها أي حدود أو ضوابط ؟!!
دموعي تناثرت على خدي وبدأتُ أجهش بالبكاء وأتأسف على حالي المحزن, كيف سأقابل ربي ؟ وماذا سأقول له وأنا في القبر وحدي ؟؟.......اهلي وأحبابي سيضعونني في قبر ضيق ليس معي إلا اعمالى ,وبدأت حُرقتي ,فليس معي عملٌ صالح , حتى صلاتي تركتها وحجابي زينة لا يرضي الله وجوالي مليءٌ بالأغاني ولا أغض بصري ولا أطيع والِدَيّ وليــــس معي زاد لحفرتي الضيقة .
دموعي وحسرتي على حالي وتفكيري بنصيحة زميلتي كانت سبب هدايتي , بعدها كفكفتُ دموعي وعزمتُ على اللحاق بمركب الناجين الذي يُقِلُّ الصالحين العابدين الذين ارضوا الله فسكنت السعادة والطمأنينة قلوبهم , ووفقهم الله في حياتهم .
ومضيتُ بعزم ويقين على فتح صفحة جديدة بيضاء مع خالقي الغفور الرحيم الذي قال يا عبادي استغفروني اغفر لكم وهو الذي قال يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .
لجأت إلى ربي وبدأت بنصح صديقاتي والمحاولة معهن فديني أمرني بأن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وحثني رسولي صلى الله عليه وسلم على محبة الخير لغيري كما احبه لنفسي , ولصدق نيتي وفقني الله في هدايتهن وإلحاقهن في مركب النجاة .
وأصبحت حياتي مِلؤُها الرضا والسعادة واصبح قلبي ينبض بذكر الله وصلواتي لا اقطعها مهما حصل فهي صلتي بربي وهي راحة لي .
سجدةٌ قي ظلمة الليل ودمعات من خشية الله وتوبة صادقة توقظ القلب الغافل والمنغمس في الشهوات .
طريق الهداية أملٌ ممزوج بالفرح والسعادة ورضا الله , فلتجعليه طريقك *
منقووول