دخلت غرفتي مسرعة واتجهت إلى طاولتي ابحث بين الأوراق المبعثرة على ورقة مسطرة فارغة وقلم حبر سائل لونه اصفر اخط به ما يجول في خاطري من أفكار تزاحمت في ذهني أرّقت على منامي ويقظتي .
أغمضت عيني وأخذت نفسا عميقا واستعنت بالله تعالى واستفتحت به علّه يهديني وبذكره تطيب وتهدأ نفسي ، في لحظة بدر إلى ذهني ما معني الصداقة الحقيقية أو معنى الأخوة في الله ؟؟؟؟ علّ الكثير منا لا يعلم معنى هذه الكلمة إن كانت الصداقة أو الأخوة وما تتضمنه من مشاعر نبيلة ، لأن غالبية الناس لا يقدّرون هذه المعاني السامية التي تحملها في طياتها .
اليوم فقط أيقنت أني كنت على خطأ عندما وضعت ثقتي بمن ائتمنتها على صداقتي لها ( مع أني صادقت أخريات أو كنت احسب نفسي انه لدي صديقات منذ أن كنت تلميذة في المدرسة وصدمت من زميلاتي كثيرا لكنهن كن يعتبرن صداقتي أو حتى سلامي لهن لمصلحة خاصة أو حتى انقل الواجب أو تشرح لي الدرس ليس إلاّ ، لأنه برأيهن لا توجد صداقة بهذه الدرجة من الحب والنزاهة والطهر كن يعتبرن محبتي لهن غباء وكن يستهزئن من هذه الصداقة مع أني عشت بينهن ومعهن لأكثر من 9 سنوات في كل صف كنا نتقل معا حتى الثانوية العامة لكني للأسف الشديد حتى الآن لم أتعلم الدرس بعد !!!! ) وبعد أن تعرفت على عائلتي وإخوتي وانسجمت جدا معهم اتفقنا منذ البداية وتعاهدنا أمام الله أنها ستكون علاقة إخوة في الله متمنين أن تدوم إلى الأبد ولن يفرقنا شيء مهما حصل ، وان تعرضت إحدانا لمشكلة حللناها معا ، أو إذا بدر من إحدانا سوء تصرف عذرتها الأخرى لقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام : إلتمس لأخيك عذرا وهكذا حتى تهدأ النفوس ثم تخبر الواحدة منا الأخرى عن سبب هذا التصرف ، وهكذا ........ علما بان صداقتنا بدأت منذ شهرين لا اكثر!!!
كنا يوميا نتقابل أو أن لم يكن كذلك نتصل يبعضنا وتطمأن كل منا على الأخرى ، نذهب للتسوق أو للنزهة معا مع بناتنا وهكذا ، حتى أني مرة نسيت عيد ميلاد ابنتها
وكلما أرادت واحدة من الأخرى شيء اتصلنا بعض وقمنا بالمشاركة مع بعض ، وهكذا ..
حتى في يوم احتجت أن اذهب مشوار مهم جدا جدا ولا أجد احد أترك ابنتي الصغيرة عنده -التي لم تبلغ العامين بعد- لرداءة الجو ولشدة الحر والرطوبة وهي مريضة ، تركتها عندها وذهبت لقضاء المشوار الذي لم يستغرق أكثر من ربع الساعة وعدت مسرعة الله اعلم كيف قضيت المشوار بالحر الشديد والرطوبة القاتلة ، حتى شكرتها وعدت مع ابنتي لمنزلي ... يعني الحياة طبيعية جدا بيننا ....
مرة طبخت طبخة وبعثت لي بصحن منها وكانت بادرة حلوة منها كثير ، حتى إني مزحت مع ابنتها عندما طلبت مني الصينية لحاجة أمها لها ، ضحكت وقلت لها بمعنى شو هل قلة الزوق؟ وكنت امزح معها .....؟؟؟؟ اعطيتها الصينية ونزلت .
وإذا بي في اليوم التالي اتصل بها أحدثها كالعادة واذا بها تغير معي لهجتها بنبرة لم اعتاد عليها منها
في اليوم التالي كنت أود دعوتها وبناتها لحفل بسيط عائلي جدا لإحدى بنات أخي لتخرجها من الثانوية العامة ... اتصل بها هاتفيا ولا مجيب !!! اتصل ولا مجيب !!!!
في اليوم التالي كذلك كنت أود دعوة إحدى بناتها للانضمام معي في التسوق !!! اتصل ولا مجيب !!
وهكذا فجأة ودون سابق أي إنذار ينقطع الاتصال بيننا !!!! ولا ادري ما السبب !!!!
حتى أني نزلت عندها للبيت وقرعت الجرس بعد سماعي لصوت المسجلة بصوت عال جدا ورقصوغناء إلا أن الصوت انخفض ولا احد يفتح الباب ....!!!!!
انزعجت في بادئ الأمر ثم قلت علّ هناك سبب قاهر حتى أن من في البيت لم يفتحوا الباب ، يمكن زوجها بالبيت !!!
وكنت أحاول الاتصال مرارا ولا مجيب ، أرى ابنها الأصغر يلهو في بهو العمارة واطلب منه أن يخبر أمه أني أريدها لأمر هام جدا .......؟؟؟؟؟؟؟ ولا مجيب ولا متصل
لأكثر من 20 يوم ولم أذق فيها طعم النوم ولا الراحة ..
حتى إني اتصلت بها من مكتبي في العمل لأنها لا تعرف رقمي إذا كان عندها كاشف ، ردت علي بصوت غريب ولم تعرفني وعندما سألتها أني أريد أن أراها أو اكلمها ضروري جدا ، قالت لي بصوت عصبي إن زوجها منع بناتها من الاتصال أو الخروج وهي مشغولة في تحضير الغداء معليش آسفة .... وأقفلت السماعة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعدها قمت وعملت طبق حلو وزينته
ذهبت لزيارة أختي وغبت هناك ما يقارب الثلاث ساعات ، وعندما عدت هلّت عليّ صاعقة ذهلت منها ولم أفق منها إلى أن قربت منها ... رجعت الصحن الحلو والصينية ولم يمس شيء منه !!!!
وهنا انهمرت دموعي
لهذا اقول لكم ان الصداقة الحقيقية والمحبة الخالصة في الله قليل منا يعرف ويدرك معناها لآخر العمر ...
قلمي أنهكه التعب وحبره قارب على الانتهاء ولكن ما في خاطري أكثر بكثير مما كتب قلمي ولكنه على الأقل خف عني ألمي وحزني الشديدين الذين لم يفارقاني منذ ذلك اليوم ...
سامحوني إخوتي إن أطلت ولكن قلمي أراه يدمي من الألم وحزنه لما كتبه ، ولكني أرجو أن أكون قد تعلمت الدرس جيدا وعيته حتى لا تقع كارثة أخرى مماثلة معي ...
والله هذا الكلام نابع مني أنا شخصيا ومن خلال تجربتي المريرة مع من كنت اعتبرهم أصدقاء ..... ليس كلاما منقولا ولا محرفا ولا ....... فهو من قلبي وحرقة الفؤاد ..
أرجو أن تقبلوا بي أختا لكم في الله علّي أجد فيكم من يعرف معنى الإخلاص والمحبة في الله
تمت